2017 – سنة استثنائية لجودلفين بالساحة العالمية
حملت الخيول النجوم شعار جودلفين الأزرق الملكي الى الفوز بما يقل عن 18 سباقا في الفئة الأولى ليعادل الفريق – أفضل انجاز له – في عام واحد على الإطلاق.

فيما يأذن عام 2017 بالرحيل، وتتوقف روزنامة السباقات السريعة لالتقاط الأنفاس، تتاح لنا الفرصة لاستعراض إنجازاتنا خلال الـ 12 شهرا الماضية، وكيف كانت السنة لفريق جودلفين.
الخيول حملت شعار جودلفين الأزرق الملكي الى الفوز في 18 سباقا من الفئة الأولى – ليعادل الفريق أفضل انجاز له من الفوز في المستوى الأعلى في عام واحد (والذي حققه عام 1999)، كما أن لائحة الفائزين كان ذات طبيعة دولية حقيقية، وتعكس تماما التوجهات والطموحات العالمية للفريق.
باكورة انتصارات جودلفين في ج1 جاءت في شهر مارس، وعلى نحو ملائم في أمسية كأس دبي العالمي، عندما نجح المهر "جاك هوبس" (ابن فحل دارلي هولينغ) في هزيمة خيول رفيعة المستوى ليسطر فوزا باهرا بسباق دبي شيما كلاسيك بقيادة وليام بيوك.
وبعد أسبوع واحد فقط، أكمل جواد آخر متمرس موجود الآن في استراليا – هو "اتس صموات" – الجولة الوسطي من ثلاثة انتصارات فئوية مصنفة تتضمن فوزا باهرا بسباق دونكاستر مايل في راندويك.
وأيضا في أبريل، حققت الفرس "ديكنسون" (ابنة مداليا دورو) فوزها الأول بسباق ج1 بأسلوب مثير في كينلاند، حيث اندفعت متخطية الفائزة عدة مرات في الفئة الأولى "ليدي ايلاي" في الخطوات الأخيرة لتقتنص جائزة سباق جيني وايلي، واسهم ذلك بقدر كبير في تتويج جودلفين بلقب بطولة الملاك في حفل الربيع.
وعودة الى نصف الكرة الجنوبي، فاز "بولاريزيشن" بسباق سيدني كب، ليس مرة واحدة، بل مرتين، عقب الغاء الجولة الأولى من السباق. كل من تشكك في نتيجة الجولة الأولى أقدم على تصحيح ذلك فورا عندما قدم ممثل المدرب شارلي أبلبي أداء آخر مقنعا هزم به حامل الوزن والتصنيف الأعلى "هو شوت ذا بار مان" على مشارف خط النهاية.
هناك ثلاثة انتصارات لجودلفين في المستوى الأعلى تحققت خلال شهر مايو، استهلها "كلوث أو ستارس"، الذي سجل فوزا مستحقا في ج1 بسباق بري غانييه في سان كلو. ثم ذهب لاحقا ليجد المهرة الخارقة "انيبل" الوحيدة الأفضل منه بسباق الآرك، وسيكون حصانا مثيرا لعام 2018.
وأيضا في فرنسا، أصبحت ابنة "دباوي" المهرة "سوبتسو" احدى ثماني فائزات مدهشات في عام 2017 لأبيها الفحل البارز، حيث فازت بسباق بري سانت ألاري في سان كلو بثلاثة أطوال. وفي ذات الأثناء في المملكة المتحدة، استهل ابن الفحل "أفراج ونجم الميل المهر "ريبشيستر" موسمه الأوروبي بفوز مثير وكاسح بفارق ثلاثة أطوال وثلاثة أرباع الطول بسباق لوكينج.
"ريبشيستر" استأثر بالأضواء مجددا في الشهر التالي، حيث نجح الشعار الأزرق الملكي وفي يوم شديد الحرارة والرطوبة في افتتاح مهرجان الرويال آسكوت، من الدخول الى حلبة الفائزين في ثلاثة من السباقات الرئيسية في الحفل. "ريبشيستر" استهل تلك الثلاثية الرائعة بسباق كوين آن ستيكس، وكسر فيه الزمن القياسي أيضا. "بارني روي" سار على خطاه، ونسف الزمن القياسي للمضمار والذي صمد طويلا، بأكثر من ثانية عندما سطر انتصارا ساحرا بسباق سانت جيمس بالاس. اليوم الرائع للفريق اختتمه المهر الناشئ الموهوب "ساوند آند سايلانس" ابن (أكسيد آند اكسل)، والذي تغلب على رفيقه بالاسطبل "راوسل" ليكسب سبق القوائم وينسور كاسيل ستيكس.
مهرجان الرويال لهذا العام عادل الإنجاز الأفضل لجودلفين في الحفل الملكي، بستة انتصارات ومنحت الفريق الجوائز المالية الإجمالية الأعلى التي يحققها على الاطلاق.
كما تحقق انتصار آخر في ج1 في يونيو، حيث طار ابن الفحل "لونرو" المهر "امبندنغ" الى فوز باهر في دومبين، استراليا، ليظفر بسباق سترادبروك هانديكاب.
وسريعا في شهر يوليو، جاء الدور على المهر "ثندر سنو" للتألق مجددا مسجلا انتصاره الثاني في ج1 بفرنسا، حيث شق طريقه عبر منافسيه ليربح سباق بري جان برات. باشراف سعيد بن سرور، فاز "ثندر سنو" بسباق ج1 كرايتريوم انترناشونال، قبل فوز بسباقي غينيز الإمارات وداربي الإمارات خلال حملة ناجحة بدبي.
شهر يوليو شهد أيضا استلام جيمس كمنغز مقاليد عمله كمدرب رئيسي لجودلفين في استراليا وحقق أروع انطلاقة لمسيرته بالفوز مع أول مشارك له بالشعار الأزرق. كان موسما قياسيا للفريق في استراليا، حيث حقق 224 انتصارات تتضمن 5 انتصارات في ج1.
سباق دارلي جولاي كب، أحد أشهر سباقات الصيف في المملكة المتحدة، يأتي في نهاية أسبوع مزدحم بالفعاليات ويشهد طابور عرض فحول دارلي الأوروبية في مزرعة دلهام هول، ومزاد تاترسالز وثلاثة أيام من السباقات الرائعة في نيوماركت.
المهر "هاري اينجل" ظل ينظر اليه مدربه كلايف كوكس لفترة طويلة على أنه مهر استثنائي، وقد كوفئ على ثقته تلك بأفضل صورة ممكنة عندما اندفع المهر بعيدا عن منافسيه في الفيرلونغ الأخير ليكسب الجولة الرابعة من سلسلة بطولة السرعة البريطانية، ويحتفي بعيد بذكرى ميلاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأسلوب مميز للغاية.
"هاري اينجل" عزز موقعه في صدارة خيول السرعة بالساحة الأوروبية في الشهر التالي، حيث تصدر المنافسة منذ البداية ليربح سباق سبرنت كب في هايدوك بفارق لا يقل عن أربعة أطوال. "هاري" توج لاحقا بجائزة كارتييه المرموقة كأفضل خيول السرعة وجائزة نجم السرعة البارز في حفل جوائز جمعية ملاك الخيول في نهاية العام.
وعقب يوم واحد من الفوز الثاني للمهر "هاري اينجل" في المستوى الأعلى، أضاف "ريبشستر" انتصارا رابعا في ج1، عبر فوزه بسباق بري دو مولان بأداء متفوق. توّج "ريبشيستر" لاحقا أفضل خيول الميل في جوائز جمعية ملاك الخيول وأحيل الآن الى التقاعد ضمن فحول دارلي في مزرعة كيلدانغن في ايرلندا، حيث حقق بالفعل شعبية كبيرة وسط مربي الخيول.
ثمة ضجة كبيرة تثار دائما حول سباق الآرك الفرنسي، غير أن انتصارات جودلفين في ج1 انطلقت من استراليا في نهاية ذلك الأسبوع عندما اندفعت المهرة "أليزيه" من خلف الصفوف الى المركز الأول بسباق فلايت ستيكس في راندويك. انتصارها لم يكن الأول لمدربها جيمس كمنغز في الفئة الأولى فحسب (بعد ان انضم الى الفريق قبل ذلك بثلاثة أشهر فقط)، بل كان أيضا الأول في المستوى الأعلى لأبيها فحل دارلي "سيوي".
المهرات تقدمن صدارة المشهد أيضا يوم الأحد عندما منحت المهرة "وايلد اليشون" أبيها الفحل (دباوي)، ومدربها شارلي أبلبي انتصارهما الثاني على التوالي بسباق بري مارسيل بوساك في شانتييه.
الفائزة السابقة بالسباق للإسطبل المهرة "وحيدة" غابت عن المشاركة في النصف الأول من الموسم اثر تعرضها لانتكاسة، لكنها أدت بشرف في سباقات ج1 في أواخر الصيف وأوائل الخريف، وحظيت بقيادة بارعة من وليام بيوك لتحرز لقب سباق بريدرس كب فيلي آند مير تيرف.
وفي يوم آخر حافل بالإنجاز لجودلفين وللمدرب أندريه فابر، واصل "تاليسمانيك" (مداليا دورو) المسيرة في وقت لاحق من الحفل وفاز بسباق بريدرز كب تيرف في زمن قياسي.
بالإضافة الى معادلته العدد الأكبر من الانتصارات في سباقات ج1 في عام 2017، توج جودلفين أيضا بطلا للملاك مرة أخرى في حفل يوم الأبطال، فيما توّج شارلي أبلبي بلقب المدرب الدولي للعام الثاني على التوالي في حفل جوائز الكتاب والمصورين الصحفيين الذي عقد في لندن أوائل هذا الشهر.
العديد من الخيول التي دخلت الى حلبة الفائزين عقب فوزها بسباقات ج1 في عام 2017، ستبقى في طور التدريب للعام المقبل، ومع الكثير من الخيول الواعدة التي ينتظر أن تتطور تشق طريقها عبر الرتب، فإن آمال جودلفين تتسامى لتحقيق المزيد من الإنجازات للفريق الأزرق في عام 2018.