اندرو كوبر
مشرف مضمار ورئيس السباقات
العام 1996 ستكون له اهمية خاصة كلما أمعنا النظر في التاريخ المعاصر للداربي؛ ففي ذلك العام الذي نجح فيه الجواد الذي يدربه وليام هغاس ولم يحظ بشهرة واسعة "شامت" في تحقيق فوز مستحق بالسباق الكلاسيكي الذي يعد الأهم في عالم السباقات.
ليس هناك حصان جعل من هذا الفوز انجازا مستحقا على وجه التحديد، ولكن في سياق المحافظة على الحدث الرياضي البريطاني البارز وحيويته، كان تعيين اندرو كوبر كمشرف على مضمار ابسوم عاملا أحدث الفرق.
كوبر (52 عاما) هو المشرف على السباق الكلاسيكي الذي يعود تاريخ انطلاقته الاولى للعام 1780، وتقع المسؤولية في مجملها على عاتقه، ولكنه الآن يستعد لسباق الداربي 21 في عهدته، ويمكن القول انه يتسلح بالخبرة، واحترامه للسباق وتاريخه العريق ومكانته ووضعيته ظاهرة للعيان.
ابسوم مضمار فريد بتموجاته وانحداراته المميزة، وصعوده الحاد نحو التلة، وانحداره المخيف أحيانا (لبعض الخيول)، جميعها عوامل تتضافر تجعل منه مضمارا لا يمكن ولن يمكن تشييده مرة أخرى، ولذلك ولسلامة الخيول والركاب، يعد توفر الارضية الجيدة للسباقات اهمية قصوى.
وعلى مدى شهور وأسابيع قبل السباق، يدرك كوبر تماما تلك المتطلبات ويقول: "تحضير الأرضية، وقرارات التروية من شأنها أن تؤثر على حالة الأرضية، وهناك ضغوط متعلقة بهذا الشأن، وانت تعلم انه لا يمكنك ارضاء الجميع.
"هذه قرارات جوهرية لديها تأثيرات واسعة النطاق، ولكننا نتخذ موقفا بألا تكون الأرضية أكثر جفافا من "معتدلة الى جافة" لسباق الداربي."
ولتحقيق ذلك، هناك برنامج للتروية المنتقاة خلال فترة ما قبل مهرجان اليومين للداربي والأوكس، وهناك أهمية حيوية للمراقبة الدائمة لتنبؤات الأحوال الجوية، وكوبر والعاملون معه لديهم من الخبرة ما يمكنهم من التعرف على الأحوال الجوية المتوقعة بدقة بالغة.
ومن المثير للجدال، ان نقطة التحول في السياسة الرسمية تجاه حالة أرضية ابسوم حدثت في العام 1995 حينما انهار "بينكامب" الفائز في سباق 2000 غينيس خلال مشاركته في سباق الداربي، وقال كوبر: "اتفهم ان التوقعات كانت تشير الى تساقط أمطار، ولكن ذلك لم يحدث، ولم تتم التروية لأرضية المضمار."
ومنذ تلك النقطة، تطلبت ارشادات مضامير الجوكي كلوب ان تكون حالة الأرضية معتدلة وآمنة وجعلتها شرطا في كل حفل للسباقات في ابسوم، وأسس كوبر سمعته على تحقيق هذا المطلب في ابسوم داونز.
سباقات الداربي المفضلة في نظر كوبر هي التي شهدت فوز "جاليليو" في 2001، و"سي ذا ستارس" في 2009، ويقول كوبر: "مضت تلك الخيول لتحقيق انجازات عملاقة سواء في مضمار السباق او في مزارع الانتاج كفحول."
ولكن ما هو سباق الداربي الأمثل في نظر كوبر؟
عن ذلك يقول: "سيكون السباق الأمثل حينما يكون عدد الخيول المشاركة 16 خيلا، تتسابق على أرضية تتراوح حالتها من معتدلة، الى معتدلة ضاربة نحو الجفاف في بعض الأماكن، ويكون الفوز به من نصيب مهمر مميز، وتعود كل الخيول من السباق الى حظائرها في حالة صحية تامة."