السباق الأعظم في استراليا: ملبورن كب
السباق الذي يوقف الأمة

في عام 1895 ذهب الكاتب والرحال الأمريكي مارك توين الى فليمنجتون حيث شاهد المهرة ذات الثلاث سنوات "أوراريا" تفوز بكأس ملبورن.
الفوز في حدا ذاته لم يكن مهما، غير ان انطباعات توين عن أعظم سباق في استراليا كانت على عكس ذلك.
وكتب يقول: "لم اشهد في أي مكان في العالم مهرجانا لديه مثل هذا القبول الرائع في أمة بأكملها.
"ملبورن كب هو اليوم الوطني للأستراليين.
"لا استطيع أن استدعي الى الذاكرة أي يوم سنوي آخر في أي بلد من البلدان يشغل الأمة بأكملها في موجه من النقاش والاستعداد والترقب والفرحة العارمة.
"الكأس يدهشني حقا.
"ولا يزال يثير الدهشة.
ليس لأنه يقدم مساهمة كبيرة في صناعة الخيول المهجنة: كلا، إنه ينتج خيولا لسباق غراند ناشونال أكثر من سباق الكينج جورج، وخيول قفز أكثر من خيول الآرك، بالرغم جائزته المالية البالغة 6 ملايين دولار استرالي.
في استراليا، لا يهم كثيرا نوع الحصان الذي يحقق الفوز بالسباق، وفي كثير من الأحيان يفوز به جواد مخصي من ذو نسب متواضع.
كما لا يأبه لذلك بعضا من أكابر المدربين العالميين وأبرز الملاك، وعلى رأسهم مؤسس وقائد جودلفين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي يستهدف السباق عاما بعد آخر.
ويشرح الكاتب الشهير والمحرر الصحفي ليز كارليون ذلك قائلا إن الكأس متأصل في الحياة الأسترالية.
وقال: "شأنه شأن أي شيء آخر، فإن ملبورن كب يمثل نقطة مرجعية وطينة.
"أحد المزارعين ربما يخبرك عن جفاف رهيب حيث سابقا، وسيقول بأنه لا يتذكر التاريخ بالضبط، لكنه حدث في السنة الي فاز فيها الجواد كذا بالكأس.
في عمره الممتد 156 عاما، نالت شرف الفوز بكأس ملبورن مجموعة من الخيول النبيلة والمتواضعة. كما فاز به تجار حليب ومعلمي مدارس وأثريا ومفلسين ومنبوذين، وفاز به ربما أعظم خيل شهدته استراليا، وحصان قفز غير متفرغ من إيرلندا، وفاز به حصان عام 1861 بعد أن قطع 500 ميل سيرا على الأقدام حتى يصل اليه، وفاز به فارس عمره 13 عاما لا يعرف اسمه أحد.
إنه سباق أقدم من كنتاكي داربي وبري دولارك دو تريومف، وهو السباق الذي أقيم 40 مرة قبل أن تصبح استراليا أمة.
وهو أيضا محور الكرنفال الأكثر حضورا على وجه الأرض.
بالنسبة لمعظم الاستراليين فإن السباق فقط بإسم (الكأس)، كما يعرف أكثر مدرب فائز به شهرة وشعبية والأكثر إنجازا بواسطة الجميع باسم "بارت".
المدرب الراحل بارت كمنغز، أب كبير مدربي جودلفين في استراليا جيمس كمنغز، أشرف على تدريب 12 فائزا بالسباق، ولا يزال يشغل موقعه اللائق في موكب السباق.
في يوم الثلاثاء، فإن جيمس كمنغز يسرج الجواد "هارتنل" في السباق الكبير، وهو أول مشارك له كمدرب مستقل، في محالة لإحراز لقب السباق لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وفريق جودلفين.
ولن يتفاجأ أحد اذا ما فعل ذلك.