تمر السباقات الأوروبية الآن بمرحلة أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة .. اسبوع يسبق انطلاقة سباق كينغ جورج 6 آند كوين اليزابث ستيكس، وقبل 10 أيام من انطلاقة مهرجان سباقات غلورياس غوودوود في غوودوود؛ والذي يمثل حفل السباقات الصيفية البريطانية في سوسكس داونز.
غير ان سباق دارلي آيريش أوكس في مضمار ذا كرا يوفر سباقا من الفئة الأولى في نهاية هذا الأسبوع ومن المؤكد انه سيساعد في التقييم العام للجيل الكلاسيكي الحالي والذي يعد حتى هذه المرحلة من الموسم ايجابيا ومشجعا.
"غولدن هورن" العائد لسير انطوني اوبنهايمر، و"جاك هوبس" لاسطبلات جودلفين يعتبران جوادان من الطراز العالي، ويتجه الأول الى سباق كينغ جورج، بينما ينعم الثاني ببعض الراحة وسيتم تجهيزه لسباق بري نيال والآرك في فرنسا.
ولكن هل يمكن ان تبرز مهرة في النصف الثاني من الموسم وتتحدى هذه السيادة؟ يعتبر سباق دارلي آيريش اوكس في العادة بمثابة منصة انطلاق لمهرة بهذه المواصفات، إن وجدت. نتذكر "يوزر فريندلي" في 1992، و"ويجا بورد" في 2004، و"سنو فيري" في 2010؛ واللائي قفزن جميعا وبشكل سريع الى دنيا المجد على خلفية نجاحاتهن في مضمار ذا كرا في يوليو.
ومع ذلك يقال ان نسخة الأوكس الايرلندي والتي ربما تعد الأكثر تعلقا بالذاكرة على مدى العقود الثلاثة الماضية هي نسخة العام 1988 والتي شهدت مواجهة محمومة بين المهرة الجسورة "ديميناندو" بإشراف سير هنري سسيل والتي تعادلت مع "ميولديست" بإشراف سير مايكل ستاوت.
كلتا المهرتين يملكهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكلتاهما أثبتت انها من طراز رفيع.
في هذا العام هناك العديد من المهرات الواعدات، فالمهرة التي يدربها ديفيد ووتشمان "كيرفي" أظهرت مستوى كبيرا من البسالة حينما شقت طريقها بقوة متجاوزة "بليشكوك" للفوز بسباق ريبلسديل ستيكس في رويال آسكوت، وهي الآن فائزة في اربعة من مشاركاتها السبع.
ومنها المهرة "ووردس"، وهي إحدى أربع مهرات من اسطبلات باليدويل، غير مهزومة في مشاركتين، حيث كسب سباق مبتدئة بمضمار ذي كرا (حلت فيه بطلة الأوكس "كواليفاي" رابعة) العام الماضي، وسباق من الفئة الثالثة في كورك قبل ذلك بشهر.
وكذلك "كواليفاي" التي احتلت لاحقا المركز السادس بسباق سوق دبي الحرة الداربي الإيرلندي عقب فوزها الكلاسيكي في إبسوم، وتتجه أيضا للمشاركة ضمن عشر مهرات بالأوكس الإيرلندي. وبما أن التحمل هو ورقتها الرابحة، واذا ما كانت الوتيرة قوية طوال مراحل السباق - وهو ما ينبغي أن يكون - فإنه ينتظر أن تستعيد مستواها السابق.
المدرب جيم بولجر يدفع بالمهرة "ستيلر غلو" والتي تدخل الى هذا السباق على خلفية فوزها بسباق مبتدئة على مسافة ميل ونصف الميل في ليبرستاون أوائل الشهر. جون جودسدن يرسل المهرة "كريتشن"، والتي برعت باحتلالها للمركز الخامس بسباق ريبلسديل في مشاركتها الثانية فقط. جيسكا هاينغتون تشرك المهرة "جاك نايلور" السادسة في إبسوم.
لكن، وبالنسبة لي، فإن المهرة الأكثر إثارة في السباق هي التي يدربها هوغو بالمر "كوفيرت لاف" ابنة الفحل "أزامور" والتي كسبت ثلاثا من مشاركاتها الأريع، ومستوها يتطور سريعا. لقد فازت بسباق تكافؤ في يورك وسباق قوائم في نيوكاسل، والآن تحقق قفزة كبيرة بالمشاركة في الفئة الأولى.
بالمر يعتبر خبيرا محنكا عندما يتعلق الأمر بفرز وتصنيف خيوله اليافعة ومن الواضح أن هذه المهرة أظهرت بوادر تحسن كبير في الاسطبل عقب كل مشاركة.
سباق الأوكس الإيرلندي انطلق للمرة الأولى عام 1895 ويتمتع بتقاليد عريقة في الكشف عن المواهب بين المهرات. لذلك فإن هذا السباق ربما يثبت ذلك مجددا هذا العام.