مجموعة من الخيول المخضرمة تصدرت عناوين الصحف لأسباب متفاوتة خلال الأسبوع المنصرم. واحد منها هو الجواد "ريد كادو"، والذي للأسف لم يستطع التغلب على المضاعفات الناجمة عن عملية جراحية أجرت له في رسغ القدم، بينما حصان آخر هو "بوفرنغ"، سطر انتصاره السادس في سباقات الفئة الأولى وسيتجه الآن الى مضمار ميدان لأجل المنافسة في أمسية كأس دبي العالمي في مارس المقبل.
خيّم الأسى على مجتمع الخيل الذي أصبح موحدا في الحزن على رحيل "ريد كادو" وهو في التاسعة من عمره. لقد كان أحد المحاربين الحقيقيين على المسار العشبي، حيث خاض ما مجموعه 54 سباقا في ثمانية أقطار مختلفة، حصد منها جوائز مالية من حالات الفوز والحلول بالميزان تربو على 7 ملايين دولار أمريكي. ولعل من المؤسف حقا أن ينهي مسيرته بكأس ملبورن في فليمنجتون، وهو السباق الذي احتل فيه المركز الثاني ثلاث مرات من قبل.
كانت تلك محاولته الخامسة في أعظم سباق للخيول في استراليا، غير أن سمعته لم تنشأ من مراكمته لجبل من الأموال خلال مسيرته الظافرة لصالح مالكه روني أركولي ومدربه جون دنلوب، وإنما بسبب صلابته وقدرته الفائقة على التحمل وجسارته المطلقة.
قلوب الاستراليين تعلقت به وتعاملوا معه كأحد خيولهم. ولا يمكن تقديره وتكريمه بأفضل من ذلك.
عشاق السباقات أحبوه وتعلقوا بهم أينما ذهب. في عام 2013، احرز المركز الثاني بشكل لا ينسى خلف بطل داربي كينتاكي "أنيمال كينجدم" في كأس دبي العالمي، حيث نافس يومها على مسافة 2000 وهي غير ملائمة له إطلاقا، وبالرغم من ذلك أنهى السباق بسرعة القطار ليحل وصيفا في أغنى سباق للخيول في العالم.
ولعله من الملائم حقا أن مثواه الأخير كان بمضمار فليمنجتون، الذي أحبه وحقق فيه أروع إنجازات مسيرته الزاخرة.
حصان مخضرم آخر تناولته الأخبار، لكن من منطلقات سعيدة هذه المرة، هو "بوفرنغ"، الذي أحرز لقب سباق ج1 وينتر بوتم ستيكس، على مسافة 1200 متر بآسكوت، والذي للمرة الثانية خلال ثلاث سنوات.
هذا الجواد ذو الثماني سنوات، استرد عافيته بعد أن تعرض لإصابة في القدم، وكان يبدو رائعا كما كان دائما.
هذا الحصان تصدى لرمز السرعة الفرس "بلاك كافيار" في عامي 2011 و2012، وقدّم أداء جيدا بما يكفي للحصول على مركز متقدم في ثلاث مناسبات لا تنسى خلف تلك النجمة غير المهزومة.
يتدرب "بوفرينغ" في بريسبن بإشراف روبرت هيثكوت، وهذا الجواد العداء ابن الفحل "موسمان" ظل مقيما في ملبورن خلال مهرجان الربيع، وفاز في سباق الفئة الأولى موار ستيكس في موني فالي، وتعرض لرحلة جوية على مدى اربع ساعات الى بيرث لخوض منافسة ضد افضل الخيول الموجودة في الغرب، ولكنه لم يأبه بكل تلك الظروف.
هيثكوت، والذي يعد احد أبرز المدربين في كوينزلاند، يخطط الآن لزيارات مع "بوفرينغ" الى دبي وآسكوت (المملكة المتحدة)، لا سيما وان "بلاك كافيار" سجلت فوزا في بريطانيا، وظل "تيك اوفر تارغت" يقدم دائما أداء تنافسيا، ولذلك يتساءل هيثكوت: "ما المانع من ارسال الجواد الخبير "بوفرينغ" الى هناك؟
وأضاف: "انه أعجوبة قديمة. باعتقادي انه سيقدم أداء جيدا في ميدان ومن بعد ذلك أيضا في بريطانيا، ولا يبدو انه يكترث للسفر.
في العام الماضي سافر "بوفرينغ" الى هونغ كونغ لسباق السرعة، ولكنه تعرض لنكسة اثناء التحضير للسباق وحل بشكل تنافسي بالمركز السادس ولكنه لم يشكل تهديدا اطلاقا. لم يكن هناك اقتراح برحلة عودة الى هونغ كونغ بل فضّل هيثكوت التوجه لسباق المليون دولار ضمن حفل ماجيك مليونس في يناير.
وفي هونغ كونغ تعرض الجواد ذو الشعبية الجارفة "ايبل فريند" للخسارة في شاتين يوم السبت، ولكنه بدا غير محظوظ أثناء الركض في السباق، حيث وجد نفسه محاصرا الى الجهة الداخلية من بين الخيول المنافسة لدى الدخول الى المسار المستقيم، ولكن خوض سباق تحضيري لسباق هونغ كونغ مايل في 13 ديسمبر يبدو خيارا مثاليا.