التقديم الأسبوعي العالمي: "جاميكا" تحتاج لأن تكون بطلة حقيقية

من خلال النشاط اليومي، سواء في ميادين السباق أو خارجها، من الصعب جدا التفوق على نهاية الأسبوع الماضي، والتي شهدت سباق ج1 كولفيلد كب في ملبورن، وحفل سباقات يوم الأبطال في نيوماركت، وتعرض فيها محبوب الجماهير الجواد "باكستان ستار" لهزيمة أول في هونغ كونغ، بالإضافة الى انتصار للفرنسيين في وودباين.
اذا كنت تعشق سباقات الخيل بنكهة عالمية، لابد وأن تكون استمتعت كثيرا بنهاية الأسبوع الماضي. لكن ربما جاء الحدث الأهم، بعيدا عن ميادين السباق، هناك في هيئة فيكتوريا للسباقات وفي مكتب خبير الأوزان غريغ كاربنتر، الذي أعلن اسناد جزاء في الوزن يبلغ 1.5 كجم (تعادل 3 أرطال تقريبا) للمهرة "جاميكا" خلال مشاركتها المرتقبة بسباق ج1 ملبورن كب يوم 1 نوفمبر.
الأمر في ظاهره، يبدو وكأنه إعادة تقييم معقولة لأداء المهرة آخذين في الحسبان الكيفية التي اكتسحت بها منافسيها بسباق ج1 كولفيلد كب بفارق ثلاثة أطوال. لكن بناء على ذلك فإن حجم التحدي الحقيقي الذي بات يواجه هذه المهرة المتميزة أصبح واضحا.
والآن بعد أن تم تعيين موقعها في سلم التكافؤ عند 53.5 رطلا، فإنها ستسجل رقما قياسيا في الوزن المحمول اذا ما قدر لها الفوز هذا العام بلقب السباق الرصين الممتد على مسافة 3,200 متر.
قدامى المتابعين للسباقات الأسترالية سيتذكرون جيدا أن حاملة الوزن القياسي الحالي هي "لايت فينغرس"، وهي فرس محبوبة، منحت في عام 1965 مدربها بارت كمنغز انتصاره الأول بلقب ملبورن كب الذي أحرزه 12 مرة.
وكما أشار خبير الأوزان كاربنتر، فإن "جاميكا" ربما تكتب فصلا جديدا في تاريخ سباقات الخيل اذا ما استطاعت الفوز بهذا الوزن.
إن الجزاء الذي نالته المهرة ثمنا لفوزها، يمثل إطراء لوصيفها حصان جودلفين "سكوتيش". إن أن 1.5 كجم تعادل 3 أطوال على مسافة 3,200 متر، كما أوضح كاربنتر. وذلك هو الهامش الذي هزمت به "سكوتيش".
"سكوتيش" قدّم أداء متميزا في ظروف صعبة، ويعيد الى الأذهان العرض الذي قدمه "فيورنتي" في كوكس بليت قبل فوزه بكأس ملبورن عام 2013.
ومهما يكن من أمر، فإن جميع التطورات السابقة لا تعدو كونها حجج أكاديمية بالنسبة للمدرب الفرنسي فرانسوا غرافارد، الذي كان يعتزم ارسال جواده المختص في المسافات المتوسطة "إرابت" الى ملبورن للمنافسة في كولفيلد كب. لكن للأسف، فإن الأداء السيء الذي قدمه في دوفيل بعثر تلك الخطط، وقام "إرابت" بدلا عن ذلك بالرحلة الى تورنتو، حيث سطر انتصارا باهرا بسباق ج1 كناديان انترناشونال في وودباين.
وفي حالة أن غرافارد كان يتمنى لو أنه لم يدفع بجواده للمشاركة في دوفيل، فقد تكون هناك فرصة لزيارات أخرى الى استراليا يقوم بها هذا المدرب الشاب والموهوب.
حصان آخر يتدرب في فرنسا، هو "المنظور"، الذي استأثر بنجومية حفل يوم الأبطال في آسكوت (المملكة المتحدة)، حيث أثبت نفسه كأبرز مهر في عمر الثلاث سنوات في هذا العام الذي هو بحاجة ماسة لبروز حصان من هذا النوع. لقد فاز بسباق ج1 كيبكو شامبيون ستيكس بسهولة فائقة، تبرهن على جدارة فوزه بسباق ج1 آيريش شامبيون ستيكس.
حفل السباق الذي لا ينسى بآسكوت، أعاد التأكيد على أهمية وجود أرضية ’قياسية‘ لضمان توفير الأرضية الملائمة التي تختبر قدرات البطل. النسخ الأربعة الأخيرة من حفل يوم البطال أقيمت على أرضية ’ثقيلة‘ – مما أعاد طرح السؤال، لماذا لا يقدمون السباق ليقام في موعد أبكر في روزنامة السباقات؟
وأخيرا، تكبد الجواد "باكستان ستار" خسارته الأولى، لكنني لا أعتقد بأنه خسر شعبيته الجارفة في هونغ كونغ. هذا الجواد الرمادي ابن الفحل "شمردل"، والذي جعل منه أسلوبه في الاندفاع من المركز الأخير الى الأول لتحقيق الفوز، نجما في مواقع التواصل الاجتماعي، وجد صعوبة في تخطي "مستر بوغارت" في سباق محلي من المستوى الثاني، جرى على مسافة 1,400 متر بمضمار شاتين يوم الأحد.
إن قصة هذا الحصان العجيب لا يمكن أن تنتهي هنا.. هذا بكل تأكيد؟