الوصفة الكلاسيكية تواصل التشكل

استقراء الخبرات يشير الى ان الفائزين بالسباقات الكلاسيكية الأوروبية للعام 2018 يكونون في العادة من بين المشاركين في السباقات في سبتمبر واكتوبر أكثر من أي أشهر أخرى في العام.
وهذا أشبه ما يكون بمتابعة مسلسل تلفزيوني بعد غياب من ستة من الحلقات الأولى، ومع ذلك تظل معرفة فكرة السناريو سهلة نسبيا.
وفي الواقع لا أتردد في القول انك لو لم تتابع افضل سباقات خيول السنتين في رويال آسكوت، ومثلها في مهرجانات السباقات نيوماركت جولاي، وغلورياس غوودوود، فإنك لم تضيع بعد فرصة رؤية فائزين بالغينيس والداربي والأوكس للعام 2018.
أثناء تقلبات الطقس الصيفي في أوروبا، تواجه العديد من الخيول صعوبة في الوصول الى مستويات عالية من الجاهزية وهي ما زالت في طور النشوء، ومن الصعوبة بمكان ان يحدث النمو والتطور البدني دون التعرض لانقطاع في البرامج بسبب تقلبات الظروف في الموسم.
وعلى ضوء ما ذكرت من نقاط أعلاه، اعتقد انه من الصائب الآن القول ان السباقات الرئيسة التي أقيمت في نيوبري ونيو ماركت (بالمملكة المتحدة) في نهاية الأسبوع المنصرم ربما يكون لها في الواقع تأثير على السباقات الكبرى العام القادم، وهذا ما يجعلنا نقلب الطاولة رأسا على عقب.
خذ على سبيل المثال سباق ميل ريف ستيكس (ج2) في نيوبري، تلاحظ ان كلا من الفائز "جيمس غارفيلد" ابن فحل دارلي "أكسيد آند اكسيل"، والوصيف "انفينسابل آرمي"، الذي بارحه الحظ اثناء السباق، لديهما الموهبة والقدرة للمنافسة على مستوى سباقات الفئة الأولى في عمر الثلاث سنوات، وكلاهما يمضي في الاتجاه الصحيح.
وفي ذات الحفل، كشف المهر "إماراتي" لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم أنه مترع بقدرات تنافسية عالية عندما كسب سباقا للأمهار المستجدة مسافته سبعة فيرلونغ بفارق طولين وربع الطول.
هذا المهر ذو النسب الرفيع وابن الفحل البارز "دباوي" ينتظر أن يترك بصماته، في حين أن مهرة جودلفين "ماجيك ليلي" التي اكتسحت منافساتها بثمانية أطوال في سباق مبتدئة ينتظرها مستقبل مشرق.
"ماجيك ليلي" ابنة بطل الداربي "نيو أبروتش"، مستولدة من بطلة الأوكس الفرس "دانسينغ رين" ما يعني أن هناك مجالا واسعا لها للمنافسة على المسافات المتوسطة.
ومن الخيول الأخرى التي تجدر الإشارة اليها المهر "وايت موكا" للدكتور على الرضا والفائز بسباق هاينز هانسون آند كلارك ستيكس، والمهرة التي تدربها إيف جونسون هاوتون "منغوليا سبرنغز"، وهي مهرة متميزة ابنة الفحل "شمردل" وستتجه لأهداف كبرى عقب تألقها في تجربتها الأولى.
ومن ناحية أخرى، فقد بلغنا مرحلة بالغة الأهمية من عمر الموسم. فالسباقات الكلاسيكية أصبحت خلفنا الآن – ولم يتبق إلا الآرك الفرنسي وبعض السباقات الخارجية التي تتسم المشاركة فيها بالمغامرة – غير أن مهمة تحديد نجوم المستقبل للسباقات الكلاسيكية تجري على قدم وساق.