بابينو، الذي نفق عن عمر يناهز 24 عامًا، كان بطلًا بمعنى الكلمة داخل وخارج المضمار من فوزه في غولد كب بمضمار اسكوت إلى كونه سفير برنامج جودلفين للرعاية الدائمة، وجسّد تنوع قدرات واستخدامات الخيول المهجنة الأصيلة والعلاقة الخاصة جدًا بين الخيول والبشر.
لقد كان أخًا غير شقيق لوصيف الداربي سيلفر باتريارك وهو من انتاج المربي الراحل بيتر وينفيلد وتم شراؤه في مزاد تترسولس ديسمبر في عام 2000.
وكما هي العادة مع أغلبية خيول جودلفين الأوروبية اليافعة، انتقل بابينو إلى أيرلندا حيث نشأ في مزرعة بلاكهول في مقاطعة كيلدير.
ظل بابينو يحظى دائمًا بتقدير كبير، وتدرب بإشراف أندريه فابر وقدم أداء مبشرا في أول سباق له في أبريل 2003 في سان كلاود، وخسر فقط بفارق يقل عن الرأس. وفي المشاركة التالية، على مسافة 12 فيرلونغ مرة أخرى في سان كلاود، سيطر على المنافسين ليسجل فوزه الأول في وقت لاحق من نفس الشهر. صعد بابينو بسرعة وانتقل الى مستوى أعلى، وفاز بسباق بري دو لافر (ليستد) في لونغشام في منتصف مايو.
تم نقل بابينو إلى سعيد بن سرور في أوائل عام 2004 وعاد بفوز مقنع، متفوقًا على زميله في الاسطبل سونغلارك بسباق على مسافة 12 فيرلونغ في غودوود في مايو 2004. وكانت المحطة التالية سانداون وخطوة أخرى للأعلى. هذه المرة لمسافة ميلين والمشاركة لأول مرة بسباق من الفئة الثانية، وقدم بابينو أداءً قويًا آخر ليتقدم في مواجهة ختامية للسرعة، وحقق الفوز بسباق هنري II ستيكس متقدما على مستر داينوس، وهو جواد تحمل مشهود.
كان هذا الانتصار كافيا لمنح بابينو فرصة المشاركة في أسكوت غولد كب (فئة1)، وهي أطول سباق في العالم على مستوى الفئة الأولى، وشكل أكبر اختبار لقدرته حتى ذلك الوقت. وكانت المؤشرات جيدة، حيث كان مستر داينوس قد فاز بنسخة العام السابق.
استقر بابينو في المؤخرة بقيادة فرانكي ديتوري، وانتقل بشكل رائع خلال جميع مراحل السباق وتجاوز وعبر خط النهاية متقدما بفارق 1.5 طول، ليسجل الفوز الرابع لجودلفين في غولد كب، بعد كل من كلاسيك كليشيه و كيف تارا.
أثبت ذلك الفوز بلوغ بابينو القمة في عالم السباقات، وتقاعد من السباقات في عام 2005. لكن تلك لم تكن نهاية قصته مع جودلفين. بعد أن تم إعادة تدريبه كحصان ترويض، حيث نافس في كل في سباقات الترويض وكحصان سباق للركوب، وعاد بابينو إلى نيوماركت حيث استمتع بالحياة في المتنزهات كواحد من الأسرة.
بصفته حامل لواء برنامج جودلفين للرعاية الدائمة الهادف لرعاية الخيول من المهد إلى اللحد، انتقل بابينو إلى منشأة جودلفين للتدريب المسبق في هاميلتون هيل في عام 2016، حيث تم استغلال مزاجه الرائع بشكل جيد أثناء التدريب، حيث كان يتقدم الخيول الحولية كل صباح.
انتقل بابينو لمدة عامين على التوالي إلى دوفيل حيث كان نجم موكب أبطال او ديلا دي بيستاس لاستعراض الأبطال (فئة أولى) في عام 2017، فاز بفئة نيوماركت هاكس كجزء من هنري سيسل اوبن ويكند (نيوماركت اوبن ويكند سابقا) كما شاركك في طوابير استعراضية للخيول المتقاعدة في أسكوت ونيوماركت.
كما دعم أيضًا إطلاق مشروع جودلفين بيكون بروجكت، وهو مشروع مشترك بين جودلفين وأكاديمية نيوماركت والجمعية الخيرية التعليمية (ريسنغ تو سكول) في سبتمبر 2016. وسافر بابينو إلى أكاديمية نيوماركت حيث التقى بالعديد من تلاميذ المدرسة.
لقد كان أيضًا بلا شك نجم العرض خلال عدد من عطلات نهاية الأسبوع المفتوحة حيث كان معروضًا إلى جانب نجوم جودلفين السابقين الآخرين بما في ذلك كلر فيجن، بالإضافة إلى الثنائي الحائز على كأس دبي العالمي أفريكان ستوري و برنس بيشوب.
تقاعد بابينو في وديتون ستد، خارج نيوماركت مباشرةً، حيث تمت رعايته من قبل سائسة المزرعة جيرالدين جونز ، حيث كانت ابنتها ميغان تطعمه كل يوم.
ومع ذلك، لم يكن مستعدًا للتقاعد بشكل كامل في المراعي، وفي السنوات الأخيرة وجد لنفسه دورًا جديدًا في العلاج بمساعدة الخيول.
زار مستشفى نيوماركت ودار رعاية الأطفال في ايست أنجليا عدة مرات، وهي أحداث كان لها تأثير عميق على الأشخاص الذين التقى بهم.
وكان مرضى المستشفى، الذين عادة ما يكونون غير راغبين في الخروج أو التفاعل، ينتظرون وصوله بفارغ الصبر، ولم يجلب وجوده البسمة على وجوههم فحسب، بل أدى إلى تكوين علاقات جديدة.
كان بابينو ذا طبع رائع بشكل لا يصدق مع الصغار في كل مدرسة، ويبدو أنه كان يعلم أنه يجب أن يكون لطيفًا ويقدم بعض الراحة الترحيبية خلال الأوقات الصعبة للغاية لكل من الأطفال وعائلاتهم.
في الشهر الماضي فقط، حصل بابينو على تقدير من مؤسسة إعادة تدريب خيول السباقات كأحد المرشحين النهائيين لجائزة الأثر المجتمعي.
ظل بابينو في صحة ممتازة حتى وقت قريب جدًا، وبمجرد تشخيص إصابته بمشاكل في القلب، تم اتخاذ القرار بأن يخلد إلى راحة مستديمة.
وقال سعيد بن سرور: "كان من دواعي سروري أن يتدرب بابينو عندي، وكان فوزه في اسكوت غولد كب يومًا مميزًا للغاية، كما إن إنجازاته بعد مسيرته في السباقات تستحق أن تكون مصدر فخر للفريق بأكمله بشكل لا يصدق".
وقال ليام أورورك، مدير المزرعة والفحول والانتاج، "كان بابينو حصانًا بذل المزيد من أجل الآخرين، سواء داخل صناعتنا أو خارجها، أثناء تقاعده كما فعل طوال حياته المهنية. لقد كان محبوبًا جدًا وسيظل كذلك. سنفتقد كثيرًا."