قبل خمسة وثلاثين عاما خلت، كان المسرح العالمي لسباقات الخيل هادئا نسبيا. ليس كما هو اليوم. إذ لم يكن هناك سباق ج1 كأس دبي العالمي، ولا سباق ج1 بريدرز كب في أمريكا، ولا سباق ج1 كأس اليابان، ولا سباق ج1 آرلينغتون، ولا يوجد سباق يوم الأبطال البريطاني، بينما حفل سباق يوم الآرك الفرنسي يتعلق بسباق وحيد من فئة ج1 وليس وليمة من سباقات الفئة الأولى في ذات الحفل.

وبالطبع لم يكن هناك وجود ليوم السباقات الدولية في هونغ كونغ الدولي، ذلك الحفل المتميز الذي أصبح خير ختام لموسم السباقات العالمية.

في البداية كان ينظر الى التباهي المحلي بأن هونغ كونغ تنظم "البطولات العالمية للسباقات العشبية" بشيء من الارتياب في بعض الدوائر، ولكن ذلك لم يعد قائما الآن.

يضم حفل الأحد في شاتين أربعة سباقات ج1 تقام على مسافات تقليدية بجوائز تزيد في مجموعها عن 10 ملايين دولار امريكي معروضة للسباقات الأربعة وحدها.

وكذلك يعد الحدث عالميا حقا؛ إذا ترسل اليابان العديد من افضل خيولها، والفرصة متاحة امام استراليا ونيوزيلندا لوضع خيولهما في مواجهة الخيول الأوروبية في مضمار يناسبهم اكثر.

وفوق هذا وذاك، يقام الحفل على مضمار عشبي تميل ارضيته الى الجفاف، وبعبارة أخرى ستقام السباقات في ظروف مواتية لتوفير اختبار عادل للمزايا النسبية لأفضل خيول السباق، ما يعد امرا محوريا يختص بهذا الحفل.

وسواء بالحظ او قصدا، يقام الحفل الأكبر للسباقات في ديسمبر، ولا يغيب عن الأذهان صعوبة الحصول على برمجة زمنية أكثر ملاءمة في روزنامة عالم السباقات، وفي معظم الأحيان يكون الطقس في هذا التوقيت معتدلا، وهو تقويم يبعد عدة أشهر عن موسم الأعاصير، ويحين قبيل حلول برد الشتاء القارس، ولذلك تكون الأجواء في معظم الأحيان لطيفة.

الفضل يعود الى اللواء غاي واتكينس في إدخال العنصر الدولي الى هونغ كونغ، إذا كانت هناك سباقات للفرسان المدعوين منذ بداية الموسم الاحترافي للسباقات في هونغ كونغ في 1971، ولكن اول الخيول الأجنبية قدمت من سنغافورة وماليزيا لأجل السباقات في العام 1989.

شهدت سباقات هونغ كونغ الدولية نجاحات لافتة في تطورها، ونسخة هذا العام تبدو من بين افضل دورات الحدث.

بالنسبة لي اعتبر ظهور الجواد الياباني التدريب "موريس" في سباق هونغ كونغ كب (جروب 1) على مسافة 2000 متر الحدث الأبرز، حيث قدم الجواد أداء رائعا بفوزه في سباق هونغ كونغ كايل (جروب 1) العام الماضي، وعاد بعد أربعة أشهر ليسجل فوزا بسباق شامبيونس مايل (جروب 1).

ومؤخرا فاز بسباق تينو شو اوتم (جروب 1) مؤكد ان باستطاعته الفوز على المسافة التي ينافس عليها للمرة الثالثة فقط يوم الأحد القادم.

الرحالة العالمي "هايلاند ريل" سيحاول تكرار فوزه في العام الماضي بسباق المزهرية (فاز) (جروب 1)، ولديه فرصة ممتازة لتحقيق ذلك الطموح قياسا بالأداء الذي قدمه في مشاركته الأخيرة في سباق بريدرز كب تيرف (جروب 1).

ابرز المنافسين في سباق هونغ كونغ مايل (جروب 1) هو "ايبل فريند" وهو بطل حقيقي في يومه، ولكنه ظل خارج مشهد السباقات لمدة طويلة بسبب إصابة في الوتر، وعلى مدى 12 شهرا لم يشارك في السباقات إلا مرة واحدة.

سباق هونغ كونغ للسرعة (جروب 1) يبدو مفتوحا في ظل مشاركة الفرنسي "ساينس اف بليسنغ" والذي يعتبر أحد ابرز المرشحين.

بطولة لونجين الدولية للفرسان الدوليين التي تنطلق مساء الأربعاء ستكون خير استهلال لخمسة أيام من السباقات المثيرة في هونغ كونغ، وسيكون الحدث أسلوبا رائعا لوداع العام.