همسات فارس في سباق الأحلام

طوال الأسبوع الماضي أو نحوه، ظللت اتخيّل سناريو سباق كوكس بليت حيث سيواجه الجواد الذي سأمتطيه "هارتنل" النجمة المتوهجة "وينكس" وأكرره عدة مرات حتى وصلت الى مرحلة ذهنية أصبحت فيها غير قادر على رسم سناريو السباق مرة أخرى.

لا اريد سوى الذهاب الى مضمار فالي، لا سيما وانه لم يسبق لي ان كنت طرفا في سباق بطولي مثل هذا، وعليّ ان أقر بأني أشعر بقدر عال من الإثارة والتحفز.

أول تجربة لي لقيادة خيل في مضمار فالي كانت مع "اتس ادنديل" في 2013، وكانت رائعة، ومنذ ذلك الحين كنت من بين الفرسان المشاركين في السباق في كل عام، ولكن ليس هناك وجه لمقارنة تلك المشاركات بالتحضيرات لسباق هذا العام، والذي حظي برواج واسع وضجة إعلامية كبرى.

وفي الحقيقة لا أرغب في استبدال قيادتي للجواد "هارتنل" بأي جواد آخر في السباق كونه يمتلك كل المواصفات الصحيحة من حيث الصلابة، وإرادة الفوز، ومواكبة السرعة مع ادخار سرعة تكتيكية.

ولكن يلزمنا ان تكون جميع الأمور على ما يرام، وألا يحدث خطأ، ولا شك ان مواجهة "وينكس" في نسخة قوية من السباق تعد مهمة عسيرة، وعليّ الإقرار مع ذلك ان ثقتي وافرة في "هارتنل"، كونه حريص على أداء المهمة وهو في قمة الأداء.

شعرت بدفقة من الإثارة جراء وقوعه في البوابة رقم 7 في حين ان "وينكس" ستنطلق من البوابة رقم 3، وهذا ممتاز، ولا أحب ان يكون العكس.

من حيث البناء الجسماني، لا اعتقد ان هناك مزيدا من التحسين الممكن في بنية "هارتنل"، والذي يتمتع بكل القوة في الوقت الحاضر. فقط انظر الى الكيفية التي فاز بها في سباق تيرنبل ستيكس (جروب 1) في فلامنغتون في وقت مبكر من هذا الشهر، لقدم تقدم عليهم بسهولة، وتوق على "جاميكا"، ورأينا للتو دليلا آخر على مدى رفعة ومستوى هذه الفرس.

هناك العديد من دورات سباق كوكس بليت الحافة بالمنافسات المثيرة على مر السنين، وخلال نشأتي في نيوزيلندا، كنت اسمع مرارا عن نسخة العام 1986 من السباق حينما تغلب "بون كرشر" على "ويفرلي ستار"، وهما من افضل خيول التحمل النيوزيلندية.

لا بد لي من الاعتراف بأني كنت معتمدا على الآخرين في رواية قصة تلك المعركة الملحمية لأنها حدثت قبل ستة أعوام من تاريخ ميلادي.

"صنلاين" تلك الفرس فائقة القوة فازت مرتين بسباق كوكس بليت، وعلى الرغم من ان ذلك حدث عقب فوز "بون كرشر" بقترة قصيرة، ما زالت معتمدا على الأصدقاء والأسرة في سرد الأداء الذي قدمته.

الآن حان الوقت للتحدث، ولم يعد هناك مجال للتكهنات والتوقعات. الوقت الآن للخيول لإثبات المقولات على ارض الواقع بطريقة أو بأخرى.