جون ريد يستعرض كيفية قيادة الخيول في ميدان الآرك الفرنسي

Jim McGrath
J A (Jim) McGrath

عندما كنت فارسا، وفي المرة الأولى التي تفقدت في كامل محيط مضمار لونغشامب سيراً على الأقدام، قلت لنفسي 'إنه مسار واضح وسهل'. لكن ما أن جاء السباق، حتى أدركت أنه على العكس تماما مما كنت أعتقد.

عندما كنت فارسا، وفي المرة الأولى التي تفقدت في كامل محيط مضمار لونغشامب سيراً على الأقدام، قلت لنفسي 'إنه مسار واضح وسهل'. لكن ما أن جاء السباق، حتى أدركت أنه على العكس تماما مما كنت أعتقد.
سباق بري دو لارك دو تريومف يمكن القول بأنه السباق الأرفع منزلة في أوروبا وأحد أعظم ثلاثة سباقات للخيول في العالم. إن الشهرة التي يتمتع بها السباق تجاوزت اختبار الزمن، وسنة بعد سنة، فإن أعظم الخيول تواصل القدوم الى باريس في شهر اكتوبر لأجل المنافسة في السباق.
ونظرا لأن الآرك سباق على درجة كبيرة من الأهمية، فإن كبار الفارس يتنادون للمشاركة فيه. يتعاظم الشعور بالإثارة ويدفق الإدرينالين عندما تدخل الى بوابات الإنطلاق، وما أن تفتح الأبواب حتى تبدأ المعركة. ثم، وأصدقكم القول، قد يتحول السباق الى معركة شرسة.
الحارة التي ستنطلق منها تعتبر مهمة للغاية، بالرغم من أن مسافة السباق تبلغ 2,400 (ميل ونصف الميل) تجعل منه منافسة حقيقية للمسافات المتوسطة. وما ان تتخذ موقعك الملائم بالسباق - فإنك ترغب في المحافظة عليه بقدر ما تستطيع.
في سباق الآرك، عادة ما يندفع الفرسان بسرعة. ليس دائما، ولكن في أغلب الأحيان، فإن ذلك يعني وجود خيارات. في العادة، يتوجب عليك أن تحسم خياراتك مبكرا، إما أن تؤثر جانب السلامة، وإما أن تغامر وتنتظر ان يحالفك الحظ.
إذا سلكت المسار الداخلي، بمحاذاة السياج الداخلي، فإنك تلعب من أجل الحظ. وقد يؤتي ذلك ثماره. في عام 1993، كنت أقود الجواد "وايت مزل"، لكنني خسرت من الفرس "إيربان سي"، التي وجدت ثغرة ضيفة بالجهة الداخلية تسللت منها بقيادة الفارس إيريك سانت مارتن. الحظ وقف بجانب إيريك في ذلك اليوم.
الأرك ليس سباقا تسهل القيادة فيه. يجب أن تتمالك أعصابك وتثق في تقديراتك للموقف. المسار المستقيم "الزائف"، يأتي على بعد 800 متر من خط النهاية، وهناك سبب وجيه لأن تصاب بالذعر لا سيما عندما تبدو كوكبة الطليعة بعيدة جدا عنك. لكن عادة ما يتراجعون في المراحل الأخيرة.
بعدها يظهر المسار المستقيم الفعلي، وهنا يبدأ الفرسان الإندفاع الكبير نحو خط النهاية. تعتقد عادة، بأن لديك فرصة للفوز بالسباق في آخر 200 متر، لكنك تنهي السباق خامسا أو سادسا.
لديّ سجل جيد في سباق الآرك، يتمثل في المركز الأول، الثاني، الثالث والرابع. حققت الفوز بالسباق على صهوة "توبي بن" عام 1988، وذلك كان يعني الكثير بالنسبة لي ولمسيرتي المهنية.
في سباق هذا العام، يصعب التفلب على الفرس "تريف". كانت تتقدم بأفضل طريقة ممكنة في سباق العام الماضي، لكن هذه السنة تبدو في أحسن حالالتها وقمة مستواها، وليس من بين الفائزين بالسباقات التجريبية ما يمكن لمستواه أن يتطور بحيث يتمكن من هزيمتها، حسب رأيي.
تيري جارنيه، الفارس الذي سيقود هذه الفرس الرائعة، يمضي نحو تسجيل رقم قياسي يتمثل في الفوز الخامس بالآرك. الكيفية التي قاد بها "تريف" لتحقيق فوزها الأول بالآرك، ربما تكون مثالا لكيفية قيادة الخيول في ذلك السباق. لقد تمركز بها على بعد خمسة أو ستة خيول بعيدا عن السياج الداخلي، وبالرغم من ذلك عزز من سرعته. لقد كانت المهرة بارعة في ذلك اليوم.
ومن جانب آخر، فإن قيادة جارنيه للفرس "تريف" في سباق العام الماضي، كانت نسخة طبق الأصل لكيفية القيادة. لقد تمركز بالداخل حتى يختزل المسافة، ثم أسرع الخطى الى خط النهاية في المسار المستقيم. كانت قيادة من الطراز الأول.
دعونا نأمل في سباق آرك آخر لا ينسى، وفائز آخر على درجة من التميز.
جون ريد حقق أكثر من 2,500 انتصار خلال مسيرته كفارس والتي امتدت زهاء 30 عاما. جون، المولود في أولستر، وعمره الآن 60 عاما، فاز بالآرك على صهوة "توني بن" عام (1988)، ثم الداربي بواسطة "دكتور ديفيوس" (1992) بالإضافة الى انتصارات خالدة مع خيول جودلفين تشمل فوز ("سوين" بسباق كينج جورج وكوين إليزابيث ستيكس عام 1997)، و"نداوي" بسباق سانت ليجر في دونكاستر عام 1998).

John Reid on how to ride the Arc course © www.godolphin.com