اللوحات التي تبرز نجاحات الخيول النيوزيلندية الأصل في العالم تشكل مشهدا مألوفا في الدار الرائعة للمزادات النيوزيلندية للخيول في كراكا، على بعد 30 دقيقة بالسيارة من الحي التجاري في وسط اوكلاند، وهناك الكثير من النجاحات التي يمكن التغني بها هذا العام ؛ حيث ان المزاد يأتي بعد ثلاثة اشهر فقط من فوز "برنس أف بنزانس"، وهو جواد نيوزيلندي كانت حظوظه قليلة في سوق الترشيحات، بسباق الفئة الاولى طيران الإمارات ملبورن كب في فلامنغتون، ليمنح الفارسة ميشيل بايني الشرف كأول فتاة تقود فائزا في السباق الأبرز في استراليا.
وقديما كانت الخيول النيوزيلندية الأصل، هي التي تتركز عليها الأعين من بين الخيول المرتقب فوزها في ملبورن كب، فهم يحتفظون بالأنساب التقليدية والتي تشكل القدرات التحملية أساسا لها، وكان مشهودا لها وضع حد لخيول التحمل الأسترالية في المراحل الأخيرة من السباق.
لقد أدى ظهور الخيول المستوردة من أوروبا على مدى السنوات العشرين الماضية الى إزاحة الخيول النيوزيلندية الى المراكز الخلفية، بيد ان "برنس أف بنزانس" قلب ذلك التوجه. هذا الجواد الذي ينتسب للفحل "بنتاير" وتربى في مزرعة "ريتش هيل ستد" العائدة للمربي جون تومسون بالشراكة مع كاتسومي يوشيدا مالك "نورثرن فارم" في اليابان، نجح في إعادة تألق الخيول النيوزيلندية الى الواجهة.
على هذه الخلفية ستقام الدورة 90 من المزاد الوطني للخيول الحولية في نيوزيلندا هذا الأسبوع بدءا من الاثنين 25 يناير، وتضم القائمة العديد من الخيول التي لديها مواصفات مستقبلية للفوز بسباق ملبورن كب، وبالطبع آخرين مرتقب فوزهم في سباق الفئة الاولى كوكس بليت، وسباق الفئة الاولى طيران الامارات ستيكس، من بين 1378 خيلا مسجلا في الفصول الثلاثة من المزاد حرصت مؤسسة انتاج الخيول النيوزيلندية (نيوزيلاند بلدستوك) على تجميعها.
سيقام مزاد الخيول الحولية الرفيعة يومي الأثنين والثلاثاء، فيما يقام مزاد الخيول الحولية المختارة أيام الأربعاء والخميس والجمعة، وسيقام المزاد الاحتفالي يوم الأحد.
تم بيع "برنس أف بنزانس" في مزاد الخيول الحولية الرفيعة 2011 مقابل 50 ألف دولار نيوزيلندي.
ودلت التجارب على ان هذه الخيول هي التي ستهيمن على سباقات المسافات المتوسطة والتحمل في استراليا وآسيا في السنوات القادمة، فيما يعتبر مزادا سيدني اللذين تديرهما مؤسسة انغليس (في فبراير وأبريل) مصدرا منتظما للخيول الحولية سريعة النضج، وخيول السرعة، ولكن هذا كلام نظري فقط، فالواقع مفتوح على كل الاحتمالات.
قبل عامين، فإن مهرا ابن الفحل "تافيستوك"، تم بيعه في مزاد الخيول المختارة بمبلغ 45,000 دولار نيوزيلندي. بإشراف المدرب ميك برايس، مضى هذا المهر الذي سمي لاحقا "تارزينو"، الى فوز كاسح بسباق ج1 فيكتوريا داربي بمضمار فليمنجتون في شهر نوفمبر الماضي.
لذلك ليس بمستغرب أن يظهر شقيقه، وهو مهر وسيم بني اللون، في الدفعة الأولى من الخيول المعروضة للبيع المزاد الرفيع لهذا العام، ويبدو في حكم المؤكد أنه سيجني ثلاثة أو أربعة اضعاف المبلغ الذي بيع به قريبه. تلك هي طبيعة مزادات بيع الخيول. ففي كثير من الأحيان، فإن عائلة جديدة ترتقي الى مصاف النخبة بفضل أداء حصان واحد فيها، بينما في بعض الأحيان يمكن لعملية تزاوج واحدة صحيحة أن تعيد الى المجد عائلة أخرى عريقة قد طواها النسيان.
"فرانكل" الذي تقاعد من السباقات بدون هزيمة في اكتوبر 2012، لا يزال يصنع عناوين الصحف، حتى في نيوزيلندا. الرأس رقم 445، كان مهر كميت عرضته للبيع مزرعة بنكارو في كامبريدج، أبوه فرانكل وأمه فرس ابنة "زعبيل"، وهي تنحدر من أرقى عائلات الخيل في نيوزيلندا والتي تضم اسماء بارزة منها "رامونتي كونتي"، "بارسي براما"، وبطل سباق ج1 ملبورن كب "إثيريال".
الرأس رقم 113، كان مهرة (ناصعة البياض) ابنة الفحل "هاي شبرال من الفرس "ذا أوبرا هاوس". قيمة هذه المهرة من حيث النسب تعتبر عالية جدا، كما أنها وحسب رأي المشرفين عليها تتمتع بتكوين جسماني باهر وطباع حميدة.
الى أي مدى يحقق مزاد كراكا النجاح؟ يقول مايك موران من مزرعة ويندسور بارك: "تفيد متابعاتنا بأن الأرقام جاء أعلى من العام الماضي، والمشاركة بالمزاد كانت تبدو واسعة، لذلك، نأمل أمن يكون ذلك مؤشرا جيدا للمشترين.
"المبيعات في مزاد غولد كوست كانت جيدة، غير أن ذلك ليس بالضرورة أن ينعكس على كراكا. لكن يبدو أن الخيول النيوزيلندية تجد الاشخاص الملائمين هنا، ونأمل أن يكون ذلك في مصلحتها. لدينا مجموعة من الخيول المميزة المعروضة للبيع.