حركة النشاط في ماجيك مليونس

ينظر اللاعبون الكبار بالساحة الأسترالية لسباق الخيل الى الدورة الحالية من مزاد ماجيك مليونس للخيول لعام 2016 في مقاطعة كوينزلاند، كنقطة محورية في الروزنامة السنوية. فهي تستهل جولة محمومة لبيع الخيول في استراليا ونيوزيلندا تمهد السبيل لفعاليات مماثلة خلال العام بأكمله.
اذا كان السوق مزدهرا -- وهو بالتأكيد كذلك في الوقت الحاضر - فإن الفرصة تكون مهيأة لأن تدور عجلة هذه الصناعة العملاقة بسلاسة، في بلد الذي تحظى فيه هذه الرياضية بالرعاية والاهتمام، ما يؤدي الى تحقيق مكاسب مالية في كافة مكوناتها وقطاعاتها في المستقبل المنظور على أقل تقدير.
غولد كوست، أوكلاند، ملبورن سيدني (مرتان) بالإضافة الى أدليليد، تنظم مزادات رئيسية لبيع الخيول الحولية في كل عام حيث يقوم خلالها مربو الخيول بعرض خيرة انتاجهم أمام المشترين المحتملين. كما تقام أيضا مزادات مماثلة في كل من لوسيستون وبيرث وإن كانت أقل شأنا. بالنسبة للغالبية فإن هذا المزاد يوفر فرصة سنوية للتزود بالخيول.
في حالة مزاد ماجيك مليونس في غولد كوست، فإن ثمة حافز إضافي يتمثل في أنك تستطيع مشاهدة الخيول التي اشتريتها من ذات المزاد قبل 12 شهرا وهي تتنافس لأجل الظفر بجوائز مالية مذهلة في ميدان سباق الخيل الواقع في منطقة سيرفرس برادايس، والمتاخم لمجمع المزاد.
من الواضح إن فرصة المشاركة في السباقات التي تبلغ قيمة جوائزها المالية الإجمالية 10 ملايين دولار استرالي - وهو اليوم الأغنى لسباقات الخيل في استراليا - تصبح متاحة فقط اذا تمكن الحصان الذي اشتريته من دخول السباق. الكثير من الخيول يفعل ذلك، كما تشير الى ذلك أعداد الخيول المشاركة في السباقات التسعة المقامة يوم السبت. الشرط الوحيد لدخول السباق هو أن يكون الحصان قد مرت من تحت مطرقة الدلال في مزاد ماجيك مليونس.
الترويج يمثل كل شيء في النجاح، وأن مزاد ماجيك مليونس لا يعلى عليه في هذا المجال. ولإضافة لمسة ملكية على هذه المنافسة، فإن زارا فيليب قد توجهت لحضور هذا الأسبوع كسفيرة لمزاد ماجيك مليونس، يرافقها زوجها مايك تندول، فيما قامت ميشيل باين، وهي أول فارسة أنثى تفوز بسباق ج1 كاس ملبورن، بدورها كاملا في الترويج للحدث عقب فوزها بالشوط الختامي على صهوة "هسون إيغل" بإشراف شقيقها المدرب باتريك.
السباق الرئيسي في ذلك الحفل، وهو سباق جيب ماجيك مليونس كلاسيك للأمهار الناشئة في عمر السنتين، فاز به المهر "كبيتاليست"، الذي كان المرشح الأبرز، والذي اكتسح منافسيه بسهولة فائقة. ابن الفحل "ريتن تايكون" أرسى أعلى المعايير في فئة الخيول الناشئة في عمر السنتين، لكنه سيواجه مجموعة من المنافسين الأشداء في إطار الاستعدادات لسباق ج1 غولدن سليبر بمضمار روزهيل غاردنس خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
كل من الفائزين التسعة عاد الى أربابه بجوائز مالية دسمة، وأعيد استثمار حصة معتبرة منها في المزاد.
على ضوء انتهاء المزايدة في الجزء الأول والثاني من مزاد ماجيك مليونس مساء الأحد، كانت الإحصاءات كاشفة لوضعية المزاد حيث تم بيع ما مجموعه 798 خيلا بمتوسط سعر قدره 161,346 دولارا بإجمالي قدره 128.75 مليون دولار استرالي.
وتم بيع ستة خيول بسعر بلغ مليون دولار، وهيمنت أربعة فحول على المستوى الأعلى من السوق. الفحل "سينتزل" الفائز بسباقات الفئة الأولى وابن الفحل "ريداوتس شويس" ينتسب اليه الجواد الذي بيع بأعلى سعر في المزاد وهو مهر كميت ابن للفرس "ميرور ميرور" حيث بيع بسعر 1.6 مليون دولار استرالي، ولديه ابنان آخران ضمن قائمة الخيول الحولية العشرة التي بيعت بأعلى أسعار في المزاد.
الفحل "فاستنت روك" لديه أيضا ثلاثة أبناء في تلك القائمة، بينما ينتسب للفحل الجديد "بييرو" خيلان، كما ان فحل دارلي الموثوق دائما "أكسيد آند اكسيل" لديه ابنان في هذه القائمة.
كل مزاد عالمي لديه نكهة خاصة به، وهذا امر تلاحظه على الفور كلما تسافر من بلد لآخر، وبحسب خبرتي يعتبر مزاد ماجيك مليونس في غولد كوست فريدا بالتشكيلة التي يضمها من المشترين الجادين، وموازنات معتبرة يبحثون عن خيول جيدة النوع، والإجراءات غير الرسمية السلسة التي تناسب الأثرياء أكثر.
بالنسبة للمشترين الدوليين، وكذلك القادمين من الولايات الجنوبية لأستراليا، يبدو ان السماء المشمسة ودرجات الحرارة المرتفعة تطلق حماسهم، وبالنسبة للدوليين فإن الضعف النسبي في الدولار الأسترالي يعد أيضا عامل جذب إضافياً.
تجربة غولد كوست من شأنها ان تدوم طويلا في ذاكرة معظم الحاضرين لأسبوع السباقات والمزاد، والنجاحات التي تحققها الخيول التي شروها على ارض المضمار سيكون لها انعكاس في سرعة عودتهم مرات أخرى.