تعتبر النسخة الحالية من سباق ملبورن كب ربما الأقوى في العصر الحديث. فالسباق يضم تشكيلة عالمية من خيرة خيول التحمل الأوروبية واليابانية التي تقف في مواجهة نظرائها من نجوم الساحة الاسترالية مما يكسب هذا السباق المقام يوم الثلاثاء بمضمار فليمنغتون، عمقاً فريدا من حيث الجودة والتميز.
بالطبع، فإن غالبية الخيول الاسترالية الطامحة في اللقب، تنحدر من أصول أوروبية، ولعل مما يصب في مصلحة تلك الخيول وربما يكسبها بعض الأفضلية، هو أنها تأقلمت على شتى طرق التدريب في موطنها الجديد، واكتسبت غالبيتها لمسة من السرعة الخاطفة التي تفرزها في المراحل الأخيرة من سباقاتها.
"فيم غيم"، وهو حصان تحمل مرموق من اليابان، لفت الأنظار الى قدراته الفائقة عندما اندفع بقوة من خلف منافسيه ليحتل المركز السادس بسباق ج1 كولفيلد كب، وقد أدرك المراقبون أن تلك المشاركة تعتبر خير إعداد له للمنافسة على لقب كاس ملبورن.
لكن الذي سبقه بقليل الى خط النهاية كان الجواد "تريب تو باريس"، الذي شق طريقة بقوة بالجهة الداخلية ليقتنص المركز الثاني عن جدارة خلف "مونغوليان خان" الذي للأسف لم يشارك بالسباق بعد أن تعرض لنوبة مغص معوي يوم الخميس.
ليس هناك شك في أن سباق كولفيلد يعتبر مؤشرا حقيقيا لمستوى المنافسة بكأس ملبورن لهذا العام، لذلك فإن "تريب تو باريس" عاد من هذا السباق يلفه المجد، خاصة وأن العرض الذي قدمه كان باهرا ويكشف عن قدرات فائقة.
ويلي مالينز يرسل الجواد "ماكس داينامايت" من إيرلندا، وهو أحد أبرز الخيول المشاركة في هذا السباق. كما انه من خيول القفز حيث احرز المركز الثاني بسباق غالواي هيردل للقفز، لكنه أظهر من خلال فوزه بكأس لونسديل بيورك في شهر أغسطس أنه يتمتع بقدر كبير من المستوى الرفيع للمنافسة في السباقات المضمارية السريعة.
هنا أيضا الجواد الخارق "ريد كاو" الذي يشارك في الكأس للمرة الخامسة، واحتل المركز الثاني ثلاث مرات. الجواد يبدو في أفضل حالاته كما كان سابقا، وفي سن العاشرة فإنه يتطلع لكي يصبح أكبر خيل سنا يكسب كأس ملبورن على مدى 155 عاما هي تاريخ السباق.
لكن ماذا عن مشاركة جودلفين بالسابق لهذا العام؟ المدرب سعيد بن سرور ظل يسعى للفوز بكاس ملبورن لما يقارب عقدين من الزمان. لقد أسرج ثلاثة خيول لتحتل المركز الثاني، وآخر حل ثالثا. هذا العام يدفع بن سرور بالمهر "سكاي هنتر" (وليام بيويك) ليمثله في هذا السباق، بعد أن احتل المركز الثاني بفارق ضئيل في نيوبري (المملكة المتحدة) في شهر سبتمبر.
غير أن الممثل الأخر لجودلفين في ذات السباق هذا العام يعتبر أكثر إثارة، وهو الجواد "هارتنيل" بقيادة الفارس جيمس ماكدونالد. هذا الجواد المخصي ذو الخمس سنوات، ظل يتدرب لدى جون أوشيه الذي كان يضع في الحسبان إشراكه بكاس ملبورن.
هذا الجواد يمتلك بالتأكيد المؤهلات الصحيحة، إذ سبق له الفوز بسباق كوينز فاز على مسافة ميلين في رويال آسكوت في عمر الثلاث سنوات، وبعد فوزه في سباق الفئة الأولى بي ام دبليو في روزهيل في مارس الماضي، حل رابعا في سيدني كب حينما حاول تصدر السباق منذ البداية.
طل الفارس مكدونالد يركز على الجواد "هارتنل" باعتباره حصانه في ملبون كب منذ مدة، وقال: "اعتقد انه ركض بشكل جيد جدا حينما حل بالمركز الخامس في كوكس بليت على مسافة 2040 متر، فالمسافة كانت قصيرة للغاية، ومع ذلك اظهر أداء رفيعا في ختام المنافسة، كما ان اوشيه أحسن إعداده بشكل متقن للكأس، وباعتقادي انه سيقدم أداء ممتازا."
ظل الفوز في ملبون كب هدفا لجودلفين على المدى البعيد، والتصميم الذي يبديه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإرسال خيول الى استراليا في كل عام من شأنه ان يرفع مكانة السباق، وطموحه سموه للفوز بالسباق لم يتراجع إطلاقا، وربما يتم تتويج هذا الاهتمام بالفوز في نسخة هذا العام من السباق.