التقاليد العريقة تتواصل بينما تزدهر مزادات انغليس
"يعتبر قضاء 150 عاما في العمل لأي شركة انجاز هائلا، ولكن ان تظل ملكيتها في الأسرة طوال هذه المدة، يعد شيئا آخر."

تغيرت أشياء كثيرة على 150 عاما منذ ان بدأت عائلة انغليس بيع الخنازير والأغنام من حقول بالقرب من سيدني – وهناك الكثير من التغييرات المرتقبة. ولكن الكثير سيظل كما هو أيضا.
في هذا الأسبوع ستنظم شركة انغليس آند صن آخر نسخة من مزاد ايستر للخيول الحولية والذي سيقام في ساحة مبيعات نيوماركت بالقرب من مضمار راندويك قبل ان تنتقل الى مقر جديد في واريك فارم غرب سيدني.
وبينما أثارت الخطوة موجة من العواطف ومشاعر الحنين، إلا ان الشركة لن تترك وراءها في هذه النقلة المقومات التي جعلت منها واحدة من أعظم دور المزادات في العالم.
من أمثلة الأشياء التي يمكن قياسها جودة الخيول المعروضة للبيع، ومن الأشياء التي لا تخضع للقياس النزاهة التي لا يتطرق اليها الشك في التي غرسها مؤسس الشركة وليام انغليس، وهو رجل على درجة عالية من الوفاء والالتزام بما يقول وأرسى قواعد ظلت متوارثة بين الأجيال.
وليام انغليس الأصلي هو ابن مهاجرين اسكوتلنديين وصلوا الى سيدني في 1815 وأسسوا مزرعة بها اسمها كريغند بالقرب من كامدين ما زالت مملوكة للعائلة.
وبعد ان أسس اول اعماله التجارية في جورج سانت في 1867 في مجال بيع الحيوانات والمنتجات العامة انتقل الى مبنى في المدينة اشتهر باسم انغليس هورس بازار، ومنها انتقل الى في 1906 الى المقر الحالي للمزاد.
وعبر تاريخها الطويل، تطورت مزادان انغليس مع تطور السباقات الأسترالية .
وتجاوزت الشركة فترات الركود والحروب والأمراض، والكارثة المالية التي كادت أن تؤدي الى افلاس عدد من أعظم المدربين في البلاد، وظلت صامدة في بيع الخيول بكل شرف وثقة وتمسك بالقيم.
وعند وفاة جون انغليس الأول، (الابن) المذكور في مسمى الشركة في 1914، انتقلت مقاليد الأمور في الشركة الى الابن البالغ من العمر حينها 23 عاما ريغ، والذي أبقى اعمال الشركة مستمرة حينما كان اخوانه الأكبر سنا غائبين لدى مشاركتهم في الحرب العالمية الأولى.
وفي 1920 كانت في سيدني ثمانية مضامير للسباقات ، وباعت عائلة انغليس مجموعة من الخيول المميزة التي ركضت بها.
وأدار ريغ انغليس الشركة بنجاح الى درحة انه في العام 1917 اشترى اسطبلات نيوماركت بمبلغ 50 ألف جنيه إسترليني.
عند وفاة ريغ في 1957 اصبح ابنه جون المدير العام وعمل على إدارة الشركة في فترة شهدت نموا وتوسعا غير مسبوق.
ونجح جون انغليس الملقب عالميا بـ "ذا بوس" في بيع كل الخيول التي التي تخرجت من مزاد نيوماركت تقريبا منذ بداية الخميسينيات من القرن العشرين وحتى تقاعده في 1988، وبلغ مجموعها قرابة 40 ألف رأس.
وقال قبيل وفاته عن عمر يناهز 88 عاما: "في حياتي كنت ابذل مجهودا كبيرا، وأبدأ يومي في الصباح الباكر، واتناول فطيرة كوجبة للغداء، وأواصل العمل حتى المساء.
"تلك هي الطريقة التي كنا نؤدي بها أعمالنا."
وكمدير عام ورئيس للشركة، تعرض جون انغليس أيضا لواحدة من أكبر الأزمات التي واجهتها الشركة، ولم يكن هناك من يتصدى لها بأمانة ونزاهة مميزة مثله."
في التسعينيات، كاد انهيار مشاريع خفض الضرائب المتعلقة بشراء الخيول الحولية، كاد أن يدمر بعضا من أكبر المدربين في استراليا.
عندما انهار المشروع برمته فجأة، وأخفق العارضون في العثور على الملاك لشراء الخيول الحولية التي اقتنوها سابقا، قام إنغليس بتعويض كل مربِ ومستولد للخيول.
بالنسبة لـ جون إنغليس، فإن الأمر يتعلق مرة أخرى "بكيفية إنجاز الأعمال التجارية".
فيما يتعلق بالجيل المعاصر من عائلة إنغليس، فإن الانتقال بعيدا عن نيوماركت قابلته مشاعر مختلطة، لكنه تم بثقة.
وقال آرثر إنغليس، إبن جون إنغليس ونائب الرئيس: "إنه لشرف عظيم وامتياز كبير أن تكون أحد أفراد الجيل الخامس من هذه العائلة وتعمل في ذات المجال، لكن ذلك يحملك مسؤولية كبيرة ليس فقط لتبرير والمحافظة على العمل الدؤوب الذي تم إنجازه حتى الآن، بل لضمان استمرار التطور لمواكبة المستقبل.
أما بالنسبة لإبن عمه ورفيقه المدير جيمس إنغليس، فإن الخطوة تعتبر جزءا من التطور المستمر للشركة.
وقال جيمي إنغليس: "يعتبر قضاء 150 عاما في العمل لأي شركة انجاز هائلا، ولكن ان تظل ملكيتها في الأسرة طوال هذه المدة، يعد شيئا آخر".
وأضاف: "لقد تجاوزت الشركة العديد من الأوقات العصيبة، لكن الأشخاص المميزون يستطيعون دائما تأسيس أعمال ناجحة، وسنواصل المضي قدما الى الأمام بفضل الأشخاص الرائعين اللذين وظفتهم إنغليس على مدى 150 عاما.