صوت يصمت - بيتر اوسوليفان 1918 - 2015
بيتر اوسوليفان كان بمثابة الصوت الناطق للسباقات الكبرى لأعداد لا تحصى من ملايين المشاهدين حول العالم طوال فترة عمله كمعلق للسباقات في محطة بي بي سي امتدت خمسين عاما.
بيتر اوسوليفان كان بمثابة الصوت الناطق للسباقات الكبرى لأعداد لا تحصى من ملايين المشاهدين حول العالم طوال فترة عمله كمعلق للسباقات في محطة بي بي سي امتدت خمسين عاما.
بيتر اوسوليفان كان بمثابة الصوت الناطق للسباقات الكبرى لأعداد لا تحصى من ملايين المشاهدين حول العالم طوال فترة عمله كمعلق للسباقات في محطة بي بي سي امتدت خمسين عاما.
ولكن بالنسبة لي كان بيتر، الصديق السخي، والمعلم المخلص، والمساند الكبير، فكان الرجل صاحب الحس الفكاهي الساخر، وطوال سيرته المهنية كان الشخصية التي تتمتع بارتباط قوي بجماهير الخيل.
كان شخصا عز نظيره، وبطلا لكل المعلقين سواء الجدد والقدامى.
كان أداؤه في يوم السباق عبر شاشة التلفزيون بمثابة خلاصة لتحضيرات ودراسات مطولة، وكان يستحضر ألوان وشعارات الملاك، كسباق غوودوود ستيوارتس كب، قبل 48 ساعة من السباق، ثم يقوم بمراجعتها مجددا عدة مرات حتى دخول الحصان الأخير لبوابة الانطلاق.
الحس الفكاهي لا يبارحه اطلاقا حتى في ساعات التوتر التي تسبق السباق الكبير، وربما يكون هناك 29 خيلا منافسا في سباق ستيوارتس كب، ويعلو صوت في غرفة الصحافة صبيحة يوم السباق ليقول: "ريد برينس" لن يشارك في السباق ......"
ويرفع بيتر حاجبه قليلا من وراء كتيب السباقات ويقول متمتما: "يا للحسرة .. كنت اعلم ذلك".
الدقة تعتبر مهمة للغاية في هذه المهنة، وكان دائما يضحك عند زلات اللسان النادرة.
في المرة الأولى التي ساعدت فيها بيتر في مقصورة التعليق، كان يعلق على سباق من الفئة الثالثة في لونغشامب، وكانت مهمة المساعد تدوين الخيول بحسب ترتيب عبورها خط النهاية، وتنبيه المعلق بلمسة في الكتف حال ملاحظة أي خلل في دقة ذكر ترتيب الخيول.
وكان المرشح الاول حصانا اسمه "فليمينسفيرث" والذي تحول لاحقا الى فحل ناجح لخيول سباقات قفز الموانع.
وبمجرد فتح البوابات شرع بيتر في التعليق، وفجأة لاحظت انه توقف عن ذكر اسم المرشح الأول باسمه "فليمينسفيرث"، وصار ينطق اسمه "إيليمينسفيرث".
وكرر ذلك للمرة الثانية، وشعرت بعدم ارتياح تجاه ما حصل، وكنت اعلم انه يتوجب عليّ تنبيهه لهذا الخطأ من خلال لمس كتفه.
وعلى الرغم من مقاطعتي له، واصل التلفظ باسم الحصان "فليمينسفيرث"، وحينما عدنا للاستوديو سألني قائلا: "هل ارتكبت خطأ؟"، وحينما بينت له الاسم الصحيح للحصان قال بيتر" "إيليمينسفيرث"....؟ من أين أتيت بهذا الاسم؟ كم أنا غبي؟
الرحلات التي نقوم بها الى هايدوك في شمال بريطانيا، والى شيبستو في ويلز، كانت دائما عبر القطار (الدرجة الأولى) فيما كان يتم تجهيز سيارة مستأجرة للانتظار في المحطة لتنقلنا فيما تبقى من اميال الى المضمار.
في يوم وطني في ويلز، وصل الى المضمار قبل بدء السباقات مباشرة ، وعلى الرغم من مغادرته بادينغتون قبل التاسعة صباحا وصل المضمار في الساعة 1.30 بعد الظهر وانطلقت به في رحلة استمرت 4 ساعات ونصف الساعة عبر 100 ميل، وقال: تلك أعمال هندسية رديئة! لقد كنت في جولة سياحية في غرب البلاد."
سأفقد الروح المرحة لبيتر وصداقته وزمالته، ونحن معلقو السباقات ندرك جميعا معنى السير عبر الحبال الرفيعة دون شبكة للحماية.
وكانت الزيارة لشقة بيتر في شيلسي بمثابة مبرر لتناول المرطبات، مهما كان الوقت.
بالنسبة لرجل يعشق تناول الاكل والشرب معه، من المحزن انه وفي الشهر الأخير من حياته ُحرم منها جميعا، وقال لي مؤخرا: "لا اعتقد ان الجسم مصمم في الواقع ليعيش 100 عام".
غير ان ذهنه كان متقدا وحادا مثل الشفرة وحتى آخر لحظة.
بيتر زميل العمر .. نم في أمان .. سنفقدك
جيم ماغرا خلف بيتر اوسوليفان كمعلق للسباقات في بي بي سي في العام 1997، وواصل المهمة الى ان توقفت بي بي سي عن تغطية السباقات في 2012.