بدءاً من "أكتوغونال" (وهو حصاني المفضل والاسم الأفضل الذي أطلقته)، ومرورا بإبنه الفحل "لونرو" وحتى خيول جودلفين ودارلي في الفترة الأخيرة من أمثال "لونغ جون"، وامه الفرس "هوسياري" ومن آخر بناتها المهرة "ديميرا"، ابنة الفحل "رم كروز"، فإن سوزان ظلت معيناً لا ينضب من الحكمة والفطنة.

وبعد أن فرغت للتو من تسميه 167 حصانا في عمر السنتين سيتم تسجيلها في اسطبلات جودلفين استراليا لعام 2016، فإنها تقتطع هنا جزءاً من وقتها لتحكي لنا عن تجربتها الطويلة التي امتدت زهاء 29 عاما من البحث عن الأسماء التي كرست لها من الاهتمام ما يشبه تفاني الأبوين.

سوزان، والتي تعمل إحصائية لدى فريق جودلفين استراليا، بدأت العمل في تسمية الخيول عام 1987 في اسطبلات وودلاندس العائدة لكل من جاك وبوب إنغرام، واستمرت في القيام بذات العمل بعد أن آلت ملكية اسطبلات وودلاندس الى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عام 2008.

أحد أفضل الأسماء التي أطلقتها في بداية مسيرتها، كان "أوكتاغونال" وتعني (ثماني الأضلاع) المولود من الفرس "إيت كارات" (8 قيراط) وتتجلى هنا براعة الاشتقاق (باللغة الإنجليزية طبعاً)، وكذلك اسم "لونرو" لكن ليس بذات الوضوح.

تقول سوزان: "عندما جاءتنا وثيقة ميلاده ذاك المهر من المزرعة، كانت الورقة تتضمن وصفا له بأنه "ضئيل لكنه مكتمل".

"في تلك الأيام كنت أحرص على قراءة مجله اسمها "برافيت آي" التي تروي دائما قصصاً عن رجل أعمال مشهور يدعى تايني رولاند، المدير التنفيذي لشركة روديسيا للتعدين في لندن، وتصفه المجلة دائما بأن "ضئيل لكنه مكتمل".

"حاولت إطلاق اسم "تايني" و"رولاند" على المهر، لكن تلك الأسماء لم تكن متاحة، لذلك استخدمت الاسم المختصر للشركة في سوق الأوراق المالية "لونرو" وكان يتضمن خطأً املائياً متعمدا.

وبفضل نوعية الخيول البارزة التي طلب منها تسميتها، فقد تركت سوزان بصمتها على غالبية السباقات الكبرى في استراليا.

وبمعزل عن "أكتوغونال"، والذي يعتبر أفضل حصان قامت بتسميته، فقد استخدمت سوزان موهبتها مع خيول أخرى حققت الفوز بسباق غولدن سليبر تشمل "فورينسيكس" (ابن الفرس "بروف إت") و"غينيس (فورين بانك).

بعض اختياراتها من الأسماء الأخرى لا تقل إبداعا وتشمل مهرة بطلة ابنة الفرس "سبريت"، و"كراول" ابنة "ترايبس" و"فريدمان" ابن "غراند لودج" و"إسكوفيار من الفرس (لا ميلبا) والتي أطلقت عليها هذا الاسم تيمناً بالطباخ الذي اخترع نوعا من الحلويات يحمل هذا الاسم.

سوزان تحب اشتقاق أسماء من بعض الصفات تشمل:

"استراتيجيك، كلانغ، وديستركت" وجميعها أسماء لأفلاء مولدة من الفرس "إمبلس". وهناك أيضا "لايت وورك"، "مور هيست" و"لس سبيد" من أبناء "ميني هاندس". أو "لو مانز"، سوزوكا، إيمولا، ماغني كورز، و"أنترلاغوس" وجميعها أسماء حلبات لسباقات الفورمولا1 وهم من ذرية الفرس "رود تو غلوري".

ومن جيل الخيول الحولية لعام 2014 والتي تتأهب حاليا لخوض السباقات، ابتدعت أسماء جديدة تشمل "كافاين" من الفرس "بيور إينرجي"، و"دايتي" (ديفاين مادونا)، و"مانيكيور" (تريم)، و"ديفت" (ديكستروز"، ثم "ديغريس" (ديتورز) وجميعها أسماء موحية.

وأسماء أخرى مثل المهرة الأخيرة من الفرس "أكسوسريز" والتي ستخوض السباقات تحت اسم "ماغويلا"، وهو المعادل الإسباني لكلمة مستحضرات التجميل. كما قامت سوزان بتسمية أمهار سابقين من أبناء نفس الفرس أبزرهم "هيلميت"، "بولبارس"، "إيبوليت" و"بيرلس".

وتقول أيضا: "وصلت الآن الى مرحلة متقدمة أبحث فيها عن أسماء لخيول تنحدر من عائلات قمت بتسميتها لثمانية أو تسعة أجيال.

وتقر سوزان بأن الخيول المتميزة بإمكانها أن تضيف مزيدا من الألق على الأسماء العادية، حيث تقول:

"كنت سأطلق على "لونرو" اسم "جونز دوغ" أي (كلب جون)، وقد كان حصنا موهوبا لدرجة أن الناس كانوا سيقبلون بأنه أسم رائع، بسبب روعة حاله.

سوزان لا تقبل مطلقا بالأسماء العادية حيث تقول:

"أبحث دائما عن أسماء ذات مغزى، اسم يبقى في الذاكرة لفترة طويلة. أحتفظ دائما بقلم وورقة في حقيبتي تحسبا لتسجيل أي اسم يخطر على بالي.

"لكن في الحقيقة فإنني آمل دائما أن يؤدي الحصان بشكل جيد في السباقات بصرف النظر عن اسمه".