انضم "بلو بوينت" الى نخبة مختارة من نجوم السرعة عقب فوزه بسباق ج1 كينغز ستيكس للمرة الثانية إثر عرض باهر في السباق الممتد خمسة فيرلونغ في قمة سباقات اليوم الأول من مهرجان الرويال آسكوت، يوم الثلاثاء، 18 يونيو.
وأظهر هذا الجواد البالغ خمس سنوات وابن الفحل "شمردل"، سرعته المبكرة المعتادة انطلاقاً من الحارة الأولى ونافس على المركز الثاني بالجهة الخارجية للمجموعة الرئيسية التي تمركزت بوسط ميدان السباق والتي تصدرها "سولجرس كول"، فيما تمركز "بطاش" و"هاوزن" سوياً ناحية المدرج الرئيس.
الخيول التي خاضت السباق وعددها 12، انقسمت الى مجموعتين عند منتصف المسافة، حيث عزز "بلو بوينت" من سرعته ليتولى قيادة السباق من "سادلرس كول" قبل حوالي فيرلونغ ونصف الفيرلونغ من النهاية.
أفرز "بطاش" انطلاقة كاسحة لدى الدخول الى الفيرلونغ الأخير، إلا أن "بلو بوينت" وجد المزيد من القوة في المراحل الختامية وتقدم ليربح بفارق طول وربع الطول ومسجلاً زمنا سريعا بلغ 58.53 ثانية على أرضية جيدة، ومن خلفهما بفارق طول نصف جاء "سولجرس كول" في المركز الثالث.
الفوز يعد الثالث في مستوى ج1 لنجم السرعة الذي يدربه شارلي أبلبي، والذي هزم غريمه "بطاش" الذي حل خلفه ثانيا في ذات السباق العام الماضي، واستهل السنة بثلاثة انتصارات بميدان في دولة الإمارات، أبرزها فوزه المثير بسباق ج1 القوز سبرنت.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤسس وقائد فريق جودلفين صرّح قائلاً: "لقد منحني هذا الفوز سعادة كبيرة، عندما تفوز في الفئة الأولى ينبغي أن تكون سعيداً.
وأضاف سموه قائلاً: "بلو بوينت" أمضى فصل الشتاء في دبي حيث ساعده اعتدال الطقس هناك على تطوير مستواه، وجاء الى هنا حصاناً أقوى مما كان عليه.
"من الرائع حقاً أن تحقق فوزاً كبيراً في الرويال آسكوت، فالكل يود ان يكون له حصان يستطيع المشاركة في الرويال آسكوت.
الفارس وليام بيوك الذي قاد "بلو بوينت" للفوز بذات السباق قبل 12 شهراً، يقضي فترة نقاهة حالياً عقب سقوطه من أحد الخيول وحل محله الفارس جيمس دويل في السرج اليوم.
بذلك يكون "بلو بوينت" قد سجل أربعة انتصارات من خمس مشاركات في آسكوت.
وقال شارلي أبلبي: "خلال فصل الشتاء، حقق "بلو بوينت" تطورا كبيرا في مستواه وسعدنا كثيرا بالكيفية التي نضج بها ذهنياً وبدنياً. الفارس وليام بيوك الذي حقق معه الفوز في بداية هذا العام قال اننا نتعامل الآن مع حصان مختلف تماماً. ويمكننا أن نرى ذلك من خلال أدائه للتمارين.
"ونحن نأتي الى سباق اليوم، كنت أدرك بأنه في أفضل مستوى في مسيرته. بدنياً يبدو في حالة ممتازة. الفارس جيمس دويل اعتلى صهوته في حصة تدريبية قبل أسبوعين حيث عاد وقال: "الأرضية كانت رخوة قليلاً، بجانب كافة الأعذار المعتادة التي تساق عندما لا تمضي الحصة التدريبية وفقاً للخطة، لكنني آمل أن يتطور مستواه عقب هذا التمرين.
"ثم اعتلى صهوته مجدداً يوم الأربعاء الماضي وأظهر الحصان سرعة كهربائية. جيمس نزل منه وقال: "إنه أسرع حصان امتطيته حتى الآن، لقد رأينا اليوم ما كان يعنيه.
"لم يكن هناك بد من الشعور بالقلق إزاء الأمطار التي هطلت وحالة الأرضية – الحصان لديه مستوى جيد على الأرضية الرخوة، لكن ليس في مثل هذا المستوى. كنت أقف بجانب وليام اثناء السباق وقلت له: "ما رأيك – هل أنت مسرور؟ فأجاب، نعم، أنظر اليه أنظر اليه. كان بإمكاننا أن نرى جيمس وهو يندفع بقوة الى الأمام وكان "بطاش" يتقدم أيضا بصورة طيبة وكان من المحتمل ان يسدد لكمة قاضية، لكن عندما تناطحا كنت أدرك تماما أن حصاننا سيتفوق.
"ربما ينال فترة استراحة قصيرة الآن. نعلم مسافة خمسة فيرلونغ مناسبة له، لذلك فإن سباق فلايغ فايف (بمضمار ذي كرا) يبقى هدفا محتملاً. لقد خاض سباق ج1 نانثورب ستيكس في العام الماضي وتعرض لاصطدام متواصل منذ منتصف المسافة، ومع ذلك فإنني لا أقول بأنه لن يتجه الى هناك.
"أود القول بأنه من غير المرجح أن يعود مرة أخرى لخوض سباق ج1 جولاي كب على مسافة ستة فيرلونغ، لكنه سيكون نقاشاً مثمراً سنجريه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وليام نزل من صهوته وقال إن الأرضية لم تناسبه – الخيول انطلقن بسرعة كبيرة جدا، ثم نزولا الى المنحدر، وهو لا يشبه المنحدر في راولي مايل، لكنه موجود وهو يفضل أن يندفع بقوة في نهاية السباق.
"الإرتقاء به الى مسافة ستة فيرلونغ لا يقلقني لأنه كسب سباق القوز سبرنت على مسافة ستة فيرلونغ وكان يحمل الزمن القياسي لمسافة ستة فيرلونغ في الماضي، لكننا سنفكر ملياُ في خطط مشاركاته.
"إن حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأفراد العائلة الملكية للسباق كان أمرا رائعاً – الشيء الوحيد الذي كنا نتحدث عنه طوال الشتاء هو آسكوت، آسكوت آسكوت، بمجرد انتهاء هذا الحفل يوم السبت، سوف نبدأ في التخطيط للعام المقبل. إنه عمل جماعي، ولا شك ان تجهيز الخيول والمجيء بها الى هنا وهي في أفضل حالاتها على الإطلاق يعود للفريق الذي يقف خلفي، وأنا ممتن لهم للغاية. إن تحقيق الفوز هو الأهم في هذا الحفل، بل إنه يكن أفضل عدما يأتي في اليوم الأول.
"وليام بيوك حاضر هنا اليوم، ويواظب على أداء التمارين بانتظام في النادي الصحي، ويبدو في حالة ممتازة. وبحسب الطريقة التي تمضي بها الأمور، أتوقع عودته بنهاية يوليو، ومع ذلك لاحظت انه يبذل مجهودا خارقا، ولو أخبرني ان جاهز للعودة في الأسبوع القادم، لن استغرب ذلك، فالأمر هنا يعود الى وليام."
وفي سؤال حول امكانية توجيه الجواد الى سباق ذا ايفريست للسرعة في أستراليا، استبعد شارلي ذلك مشير الى التحضيرات المتسارعة للسباق، ما جعله يشعر بأنها غير ملائمة لجواد غير مخصي في الخامسة من العمر.
وقال المدرب: "ولهذا السبب، أميل في الغالب الى ارسال الخيول المخصية الى أستراليا، وخيولنا ليست متكيفة ذهنيا على ذلك الأسلوب من تحضيرات ما قبل السباق، ومن الصعوبة على الأمهار السير خلف الخيول في حركة دائرية لمدة ثلاث ساعات قبل السباق، وهذا الأمر يشكل تحديا معتبرا لمعظم الأمهار، وسينطبق ذلك بالأخص على "بلو بوينت".
وقال الفارس دويل: "أشعر بارتياح بالغ بأني لم أتسبب في عمل شيء غير صحيح، لأنه سبق لي قيادة "بلو بوينت" مرتين من قبل، ولم تمضي الأمور على ما يرام في الواقع.
"وليام يحسن التعامل معه بشكل جيد، ولذلك عملنا تحضيرات جيدة في الاسطبل، وفي الواقع طلب مني شارلي قبل اسبوعين امتطاء "بلو بوينت" لمعرفة المزيد عن الحصان كون قيادته قد تكون مربكة.
وتوجب علي تصدر السباق في معظم مراحله، وهو أمر ليس سهلا على الاطلاق، ولكنه يظهر مدى تميز الجواد كنجم في سباقات السرعة.
"وهذا ما يعزى إلى ان شارلي مدرب عملاق، ويفكر في كل الأمور والتفاصيل الصغيرة، والتي يتوجب ان تمضي بالشكل المطلوب في يوم السباق الكبير.
"تعلب "بلو بوينت" على "بطاش" في كل مرة التقاه فيها، ولم أكن في الواقع قلقا من مواجهته بقدر ما كنت قلقا من هطول الأمطار، ولحسن الحظ بدأ تساقط الأمطار في شكل زخات خفيفة، ولم يكن لها تأثير فعلي على الأرضية حتى تلك اللحظة.
"وقدم أداء قويا للغاية، وشق طريقه بنفسه. "بطاش" انطلق بجانبي في محاولة للحاق بي، ولكنه كان يبعد عن بعرض ستة أو سبعة خيول عني، ولذلك لم يكن في نطاق رؤيتي في واقع الأمر، وسبق للاثنين اللقاء عدة مرات، وفيها جميها كان "بلو بوينت" يأتي للمقدمة، وهذا بات أمرا محسوما."
وفي تعليق له على عدم تمكن وليام بيوك من قيادة الجواد، قال دويل: "الأمر يعود في حقيقة الأمر الى مجهود الفريق في جودلفين، وأنا ممتن للغاية بأنه وفي مثل هذا الظرف، سأكون قادرا على تولي مقاليد الأمور.
"والمسألة ليست سهلة على وليام، والموجود هنا اليوم، وأدرك تماما شعوره بينما تفوت عليه فرصة تحقيق انتصارات كبرى، لأني كنت في مثل هذا الموقف من قبل، ولكن العزاء في أنه أحد أفضل زملائه يتولى قيادة الخيول ويحقق الانتصارات ويتولى متابعة أفضل خيوله خلال فترة غيابه."